العقم: الأسباب، الأعراض والعلاج

حلم الامومة والابوة، هي من الاحلام التي تراود العديد من الأزواج منذ السنة الأولى من الزواج. الا انه قد يواجه العديد من الأزواج حول العالم صعوبة في تحقيق هذا الحلم الجميل بدون اللجوء الى التقنيات الطبية للمساعدة على الانجاب نتيجة إصابة احدى الزوجين او كلاهما بإحدى الامراض التي تصيب الجهاز التناسلي وتمنع حدوث الحمل بطريقة طبيعية او ما يعرف باسم “العقم”.

دعونا نتعرف سوياً على اهم المعلومات المتعلقة بالعقم وأسبابه وطرق علاجه.

تعريف العقم

تعرف منظمة الصحة العالمية العقم على انه عدم القدرة على الانجاب بعد مرور ما لا يقل عن سنة من ممارسة الحياة الجنسية الطبيعية بدون استعمال أي وسيلة من وسائل منع الحمل بالنسبة للحالات التي تكون فيها الزوجة يقل سنها عن 35 سنة.

اما إذا تجاوزت سن 35 سنة فبعد مرور 6 أشهر من محاولة الانجاب.

 لأنه بداية من سن 35 سنة يقل مستوى الخصوبة لدى المرأة وعامل السن له تأثير مباشر في الإصابة بالعقم.

وهنا من الضروري رفع اللبس عن مصطلح العقم، لأنه من بين الأخطاء الشائعة بين الناس هو اعتبار العقم عدم القدرة على الانجاب اطلاقاً.

 في حين ان العقم مصطلح طبي يستخدم عند عدم القدرة على الانجاب بصفة طبيعية نتيجة الإصابة بإحدى موانع الانجاب المؤقتة.

وتفسيراً لذلك، ليس كل شخص عقيم يعني انه لن ينجب في المستقبل. بل يمكنه ذلك بعد اجراء الفحوصات والكشوفات اللازمة وتحديد الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بالعقم وعلاجها.

اعراض العقم

من بين أولى اعراض الإصابة بالعقم هو عدم حدوث الحمل بعد تكرار المحاولة لمدة سنة. الا انه توجد عدة اعراض أخرى إذا تزامنت مع عدم القدرة على الانجاب يمكن اعتبارها من بين اعراض العقم وهي:

-عدم انتظام الدورة الشهرية.

-انقطاع الدورة الشهرية.

-ضعف الانتصاب.

-اضطرابات في نمو الشعر عند الرجال.

-الشعور بالم شديد في فترة الدورة الشهرية.

-سرعة القذف او صعوبة القذف.

-صغر حجم الخصيتان.

-الخضوع الى العلاج السرطان.

العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالعقم

لا تقتصر أسباب الإصابة بالعقم على الامراض التي تصيب الجهاز التناسلي الانثوي او الذكري بل يوجد عدة عوامل أخرى من شانها ان ترفع في خطر الإصابة بالعقم وعدم القدرة على الانجاب وهي:

-الزواج في سن متأخرة: لأنه مع التقدم في السن وبعد تجاوز منتصف الثلاثينات يبدأ مخزون البويضات في الانخفاض تدريجياً أي ان الخصوبة تنخفض ويؤثر ذلك حتى على مستوى جودة البويضات.

 وتطرح هذه المسالة ايضاً بالنسبة للرجال بداية من منتصف الأربعينات ويؤثر ذلك على نسبة الحيوانات المنوية بالسائل المنوي وحركتها وجودتها.

-التدخين: بجميع انواعه سواء تعلق الامر بالتدخين الإيجابي او السلبي ولكلا الجنسين. إذا يؤثر التدخين على الخصوبة لدى المرأة والرجل على حد سواء.

-تناول المشروبات الكحولية: تؤثر الكحول في مستوى هرمون التستوستيرون وفي نسبة انتاج الحيوانات المنوية.

-السمنة: بالنسبة للمرأة تؤدي السمنة الى الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض والاضطرابات الهرمونية. اما بالنسبة للرجل فقد توصلت الدراسات الى ان السمنة لدى الرجل هي من بين اهم الأسباب المؤدية للإصابة بالتهاب الخصية وضعف انتاج الحيوانات المنوية.

أنواع العقم

ينقسم العقم الى نوعان، العقم الاولي والعقم الثانوي:

العقم الاولي، هو العقم الذي يصيب الزوجين منذ بداية محاولة الانجاب. أي ان الزوجة لم تحمل ولم تنجب في السابق ولو لمرة وحيدة.

اما العقم الثانوي، هو العقم الذي يصيب الزوجين بعد ان حملت او انجبت الزوجة ولو لمرة واحدة. أي ان مسالة عدم القدرة على الانجاب بطريقة طبيعية طرحت عند تكرار محاولة الحمل او الانجاب مرة ثانية.

أسباب الإصابة العقم

يمكن تقسيم أسباب العقم الى ما يلي:

أسباب العقم لدى الرجال:

-ضعف الانتصاب.

-أسباب وراثية.

-انخفاض نسبة الحيوانات المنوية في السائل المنوي.

-ضعف حركة الحيوانات المنوية او تشوهها.

-العجز الجنسي.

-سرعة القذف او صعوبة القذف.

-الإصابة بدوالي الخصية.

-التليف الكيسي.

-انسداد قنوات الخصية.

أسباب العقم لدى النساء

-اضطرابات الاباضة.

-تكيس المبايض.

-ارتفاع البرولاكتين في الدم.

-الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.

-انخفاض الخصوبة ومخزون البويضات.

-فرط الدرقية.

-الأورام الرحمية.

-انسداد قناة الفالوب والتهاب بوق قناة الفالوب.

-التصاقات الحوض.

-انقطاع الطمث المبكر.

-تشوهات الرحم.

-اضطرابات هرمونية.

كيف يتم تشخيص العقم؟

في البداية وقبل المرور الى طريقة تشخيص العقم من الضروري الإشارة انه عند الرغبة في تشخيص العقم من الضروري زيارة طبيب مختص في علاج العقم وتأخر الانجاب.

بعد اطلاع الطبيب على السجل المرضي لكلا الزوجين وجميع المعلومات اللازمة لتشخيص العقم. سوف يطلب من كلا الزوجين اجراء مجموعة من التحاليل والكشوفات قصد تشخيص العقم وتحديد أسبابه.

 ومن بين اهم التحاليل والكشوفات الأولية نجد:

-اختبار الهرمونات للمرأة والرجل.

-فحص دم للتأكد من مستوى الاباضة.

-منظار الرحم.

-فحص مخزون المبيض.

-تصوير الرحم بالموجات الفوق الصوتية.

-خزعة الخصية.

-الاختبارات الجينية.

-تحليل المني.

علاج العقم

في الحقيقة لا يمكن تحديد علاج موحد لجميع المصابين بالعقم لان الأسباب المؤدية لعدم القدرة على الانجاب تختلف من مريض الى اخر. الا انه في اغلب الحالات يتم علاج العقم بالطرق التالية:

-تناول ادوية ترفع في نسبة الخصوبة لدى الرجل وتحسن في جودة الحيوانات المنوية.

-اتباع نمط حياة جديد من خلال ممارسة الرياضة والتخفيض في الوزن والابتعاد عن جميع العوامل التي ترفع في خطر الإصابة بالعقم مثل التدخين والمشروبات الكحولية.

-اجراء تدخل جراحي لعلاج انسداد قنوات الحيوانات المنوية او لعلاج دوالي الخصية.

-تحفيز الاباضة باستعمال ادوية الخصوبة بهدف تنظيم الدورة الشهرية وتنشيط البويضات.

-إزالة الأورام الليفية من الرحم والتكيسات.

-علاج التهاب قناة الفالوب بالمضادات الحيوية.

-اجراء تدخل جراحي او باعتماد المنظار الطبي لعلاج بطانة الرحم المهاجرة.

-التنظير الرحمي لعلاج التصاقات الرحم.

في صورة ما لم يتمكن الزوجين من علاج العقم بعد الخضوع الى العلاجات اللازمة لفترة معينة، او تبين من خلال التحاليل انه لا يمكن الحمل الا من خلال اجراء احدى تقنيات المساعدة على الانجاب لان عملية التلقيح الطبيعية غير ممكنة.

ينتقل الطبيب حينها الى المرحلة الثانية لعلاج العقم باستعمال التقنيات الطبية للمساعدة على الانجاب وهي:

-الاخصاب خارج الرحم: طفل الانبوب او تقنية الحقن المجهري.

الاخصاب داخل الرحم.